في اربعينية شيخ شامو (ذكرى و الم و صبر)
يقول الشاعر الأعشى:
وكأس شربت على لذّة
وأخرى تداويت منها بها
بقلم : د ابراهيم احمد سمو
لا أحبُ أنْ اقتحمَ كلَّ الأبواب عن هذا الذي من أجلِهِ أنا هنا أريدُ فقط ان ادخل واقتحم باب المنزلة والرجولة، و حق الصديق على الصديق كحق الجار على الجار على الرغم من أنه كان جاري في وقت الشدة 1991 من المصير المجهول أريد ان اقتحم باب الإنسانية وحب الوطن… و من بعدها حبُّ الناس، وفتح أبواب كرم هذا الإنسان من السهل جداً لكن من الصعب سدَّها من كثرة ذكرها و الإعمار (اي العمر) لايفي هذا الغرض سوى التاريخ والسجل في دفتر قصر الشيخ الجليل من بعده الأبناء لا أريدُ أنْ اقتحم أيَّ بابٍ آخر لم يقتحمه الآخرون من أهل الأدب والشعر وكلمات الأهل و الأصدقاء فقط أريد على وفق طريقتي في التعبير عن هذه المناسبة والذكرى الأليمة بذكر أفضل الكلمات وعبارات الحزن والذكرى تيمناً وتقديراً لمعرفتي بهذا الذي جميعنا من أجله وصعب ذكر الاسم خوفاً من بركان البكاء حضور الابناء واسمه في القلب أفضل من على اللسان لا كرها بل حُبَّاً في أنْ لاتعيد الذاكرة من جديد ونسمع تراتيل الموت من جديد… يكفينا جميعا فخرا بالحضور الكبير على الرغم من تأخرنا حينها… لا أريد أن أنسى نفسي وأنا في قراءة هذه المشاركة الشعورية إنسانا وابن وطن واحد … ويأخذني الارتجال الى الحزن والتأسُّف والبكاء… ومن البكاء والحزن العميق إلى صمت اللسان في حضوركم الكريم من المحبين الحزينين … و لا أريد ان يتلعثم لساني وانا المعروف بلا غرور ببلاغتي وفصاحتي وقوة تعبيري عن مشاعري ومشاعر الاخرين بالكلمة والعبارات والجمل المليئة بالمعاني والدلالات من على المنصة على الرغم من شعوري بالضعف والألم… وأنا في ذكرى الحبيب الشيخ المحبوب والانسان الطيب والشخصية الإنسانية والوطنية الخيرة والداعي على الخير فعلا وقولاً…شيخ شامو ودعوتي من الله ان يعطني الدعم والقدرة على تكملة هذا الخطاب في هذا الموقف المؤثر والذكرى الاليمة على كل عائلة واهل الشيخ واصدقائه وكل من عرفه من شعبنا الكوردي واهلنا في الخارج حتى الأخير وها انا هنا الواقف هنا والمنتظر منذ ايام لهذا الحشد الكبير من الاهل والمحبين… وإلقاء هذه الكلمة على الرغم من أنني أحسب أكثر من حساب، وربما من يأتي ويفسرها بشكل اخر، و مع هذا أنا صادق مع نفسي والكلمات لان لا احد أجبرني على ذلك، ولم يشجعني احد سوى ضميري وسيرة المفقود الطيبة. وسجله الابيض والمي من فقدان الجليل الذي من أجله نحن هنا و احببت ان أقصده ، وفي يدي كرم من الكلمات الحية المليئة بالمشاعر الصادقة تجاه هذا الشخص الطيب بدلا من ورود توضع و تذبل و الكلمات تبقى و الى الأبد وهي التي تخلد سيرة الانسان الى جانب فعله وقوله وخدمته للناس والدعوة الى الخير فعلا وقولا ولا اريد ان يفسر رفضي بوضع الورد انا ضد من يوضع الورد على ذكراك لا لكل شيءٍ معنى و عندي الكلمة ميثاق شرف يحفظ في القصر هناك و حيث القصر ماشاء الله بالإخوان و الابناء عامر بفضلكم و ستظل عامرة و إلى الأبد، وهم سائرون في طريقتكم من الأخلاق كل الاعتبار من أخينا الشيخ الجليل صبر الله اهله ومحبيه واصدقاءه جميعاً… لا نريد ان نقتحمَ كل الأبواب أنتم اقتحتم الباب من قبلنا و دعوتنا في دعوة مفتوحة لدخول باب الموت وكل حسب يومه… نعم انتم ذهبتم و نحن في حضور طقوس الموت من بعدك في قصركم هناك وعند كرمكم هناك ما مات من كان كريما ومحبا لوطنه كل ذي طريقته اليوم في احتفال انه الموت وعلينا القناعة في ان نذهب اليها بودٍّ وعناق ليس و متى ما نريد ان هذا من حق الله وحده ياخذنا ولا مفر ذهبت وكان في وداعك الاخير ماشاء الله عند مرقدكم حضر الجميع دون استثناء كل القوة و الاحزاب و من قبلها اهل كل الاديان عند مرقدكم… الجميع كان في صمت رهيب وتراتيل و طبول الحق و ناي الدراويش على الاذان؛ لأن الشيخ الجليل كان الجميل من بيننا، كان العزيز وراح من الجميع فكانت خسارة للاهل والوطن والمحبين جميعا حضر الكل دون فرق في الانتماء، وبكى على قبرك الجميع على الرغم من البرد القارص يومها وعلى الرغم من المرض القاتل فقد نسي الجميع قساوة البرد والمرض الفتاك على الرغم من علمهم بان موتكم كان بسبب هذا المرض تركتم كل الاثر فينا في غفلة… ذهبت عن الجميع في صدمة جدا قوية ذهبت و عدت اليوم من جديد وبشكل آخر، وبهدؤ نسبي بعض الشيء عدتم من جديد في اربعينيتكم اسمع و سمعنا… نحن الجميع تراتيل واغاني الموت الحزين الجميع في صمت رهيب أمام صورك الجميلة والجدران من حولنا مليئة بكلمات وعبارات وجمل الحب والمحبين و الاخلاص وكل التقدير…
لا اعرف لماذا انا هنا…؟!! كل الذي اعرفة اخذني قلبي وعقلي ولساني وحملتني قدماي وجمعتني في قوة و قدره في ان اشارك امثالي من المحبين الاهل وابناء الوطن في هذا الحزن وهذه الفاجعة….عذرا عرفت لماذا انا و انتم الجميع هنا….؟!!! انها ذكرى رحيل الشيخ شامو الاخ و الانسان حتى من بعد موته هو يجمعنا مالم نستطع ونحن أحياء ان نجتمع مع بعض ولاسيما بعض ممن لم نلتقِ بهم منذ زمان… نحن امام مرقدكم ومثواكم الاخير و صورتكم الان في نداء وتجديد العهد و المضي قدما في متابعة امور القصر ومن فيهم من الاولاد… نحن هنا لا في نشرة اخبار بل نحن هنا في تسجيل شواهد حية ومشاعر في سجل التاريخ تاريخ الشعوب والامم، وحفظ المواثيق… نحن هنا في تقريب الزمن و تقريب ملفات حب هذا الانسان، و تثبيتها في دفتر الاهل والأحباب من بعدكم هنا نريد ان يروا ويسمعوا و يعلموا من مات على حب الوطن وعلى الاخلاص، وعلى الكرم لم يموت بل هو خالد في ابناء وطنه واهله ومحبيه والى الأبد… و من ترك وراءه كل هذا الارث من الابناء و الاخوة لم يمُت …؟!!!ومن ترك وراءه نيچيرڤان ابنا له لم يمُت، وحضوره ومن يعرفه يعرف معاني كلماتي ودلالاتها البليغة العميقة، و وجوده نموذج لاقوالي …شكرا صمتكم هذا لا من عنفوان كلماتي ولا من صوتي و القائي هذه الكلمات، ولا من قامتي وطول حديثي بل صمتكم وصمتي من فقدان هذا العزيز جميعا عند حضرة هذا الانسان في صمت يكفي انه في كنف الله…هناك في قصر مخصص له بالذات هناك ومريديه في احتفال قبل اي حساب ولا حساب من استشهد من وراء الدفاع و من وراء هذا المرض الفتاك جميعهم في احتفال و نحن ايضا في احتفال هم في فرحهم للاستقبال. نحن في حزننا في الفراق انه في حضرة الرحمن و الجميع من حوله في دف الدراويش و الناي في كل مكان هناك و هنا قبل الان نحن في سباق الزمن مات الرجل الوقور … ولم نسمع منه ابدا كلمة تؤذي النفس ولا شتيمة تذكر، ولم نلمس منه ابدا الحقد والحسد او الكراهية حاشاه وكل الطيبين … انا لا اريد ان اقتحم كل الابواب بل باب التعارف بقي عندي و الى الابد عند قمة جبل (بلەھێ ) الشامخ الواقف ينظر الى الاسفل وكل هذا الناس والمشهد الاليم ومع هذا قال خرج الكورد من مازق كبير بل جاء الدور من جديد ومستقبل جديد ينتظر الكورد و من عندها بايام جميعنا في حفلة الاتفاق على المنطقة الآمنة والعنف خلاص قالها الرجل الجميل وصاحب اجمل الالوان و الازياء و بالذات (شل وشبك ) وكل شيء اجمل من الاخر، ولا اجمل من روحه المرحة البيضاء النقية وهو كان دائم العطاء مات ولم يمت صديقي الراكن عند مام شفان رحمهم الله و العزف على الناي مستمر وهنا اريد زيارة هذا الصديق بهذه الكلمات نم ياصاحبي القصر فانت تسمعنا حسب كل التفسيرات و الايات نم انا اكتب لا لارضى الناس و من هم في القصر و من حولها بقدر رضي النفس من اداء الواجب لا لارضي القراء و المستمعين بل للنفس وفيها احببناك لله و حب الوطن و دوركم في جمع الجميع اريد هنا اقول قولي امام الله بان الشيخ صار شامة في صدرنا يضرب بها الامثال هنا اريدكم بل اضعكم في موقف المعني بالوفاء وهذا للجمع الغفير دليل على ما ذهبت اليه من جمل وتعابير هذا الجمع الغفير من كل الاديان و الطوائف و الوجهاء تعبيرا لامثيل في حب الاخوة وعطائكم رمز هذا الجمع من ياصاحب القصر وبنيت في قلوبنا القصور كله ومشاركتي هذه هي لسان حالي وكلماتي من اجل ان يقرأ و يوثق للتاريخ في شهادة على العصر عن هذا الانسان المعطاء البسيط الصادق مع نفسه واهله ووطنه …
تعليقات
إرسال تعليق