القائمة الرئيسية

الصفحات

تفسير كلمة (بيلندا) الباحث/ داود مراد ختاري

 


كتبت سابقاً عن مراسيم بيلندا، وبينت بانها ولادة الشمس من جديد أي زيادة مدة النهار، لذا سجل (ميثرا) اله الميثرائيين بعيد ميلاده في هذا التاريخ ثم جاء النبي عيسى (ع) نبي المسيحيين وسجل ميلاده بهذا التاريخ قبل (2022) عام وكذلك الشيخ أدي بن مسافر الهكاري (ع) قبل (948) عام  ، ويجوز هناك من سبق هؤلاء بتسجيل الميلاد كالسومريين ، البابليين ، الاشوريين ، الزرادشتيين والفراعنة  .

ولمعرفة المزيد من تفسيرات عن هذه المراسيم في السنة الماضية وحالياً اتصلت بمجموعة من الباحثين المعنيين، ولكون مراسيم البيلندا تقام لدى الايزيدية والمسيحيين في مناطقنا وكذلك لدى الاقوام الكوردية في شرق كوردستان (كوردستان ايران) .

1-  كلمة بيلندا عند المسيحين تعني الولادة الجديدة ، وتعنى بها ولادة السيد المسيح (ع) .

 في اتصال مع الباحث والكاتب الكلداني (يوسف زرا الالقوشي) حول تفسير كلمة بيلندا لدى المسيحيين قال : بي يلدا – هي ولادة السيد المسيح ، وقد جاء في في الكتب المانوية بظهور مولود يسعى للعالم بالخير والسلام ، وقال النبي زردشت : ولادة هذا الطفل سيكون شمساً ساطعاً، وعندما ولد السيد المسيح (ع) استبشر العالم بولادته وتم اشعال النيران ابتهاجاً .

2-  وفي اتصال مع الباحث ابو آزاد (محمود خدر) قال : وهي كلمة ارامية بمعنى ولادة الطفل أي ولادة الشمس، وايضا لها علاقة بحضرة الشيخ (آدي الثاني بن ابي البركات بن صخر بن مسافر الهكاري) عندما حل عليه (علم الباطنية) في قرية بوزان ، وتم عمل عجينة الخوليرة .

3- كتب الباحث بير خدرسليمان عن هذه الكلمة : بيلندا يعني بيهن هلدا (ظهور الرائحة او شم الرائحة) لانقاذ الشمس من الانقراض .

4- الباحث ابو كاشاخ / سليمان كاشاخي : بلندا ، تعني الأرتفاع في اشارة الى ارتفاع الشمس وزيادة الوقت .

5- في اتصال هاتفي مع صديقي الباحث الايراني البروفيسورالدكتور (كريميان دردشتي) من جامعة طهران، وهو يعد كتاباً عن جذور الاقوام الايرانية ، حيث قال : لقد حضرت هذا الكرنفال التراثي العريق (بيلندا) في مناطق محافظة سردشت الايرانية، يتم اشعال النيران في اليوم الاول بعد منتصف اربعينية الشتاء (أي يوم 21 من اربعينية الشتاء) وهذه المراسيم تمتد جذورها الى الاف السنين ، وحسب باحثي المنطقة (باننا اجتزنا الشتاء القارص وتراكم الثلوج والتهيأ لاستقبال الربيع) .

6- كتب الباحث الكوردي (رشيد مظفري) من كوردستان الشرقية في صحيفة طهران في العام الماضي 2019م (صورة الجريدة منشورة ادناه) بان كلمة بيلندانة بمعنى (عدم استعمال المعول لازاحة الثلوج المتراكمة) أي ان الثلوج لن تتراكم بعد الان ولا نستعمل المعول بعد الان ، بعد ان كنا نزيح الثلوج عن السطوح والطرق يومياً بواسطة المعاول والالات الاخرى فبعد الان لا نستعمله، ومباركة بعضنا البعض باننا اجتزنا الشتاء القارص ومخاطر(بهي – كثرة سقوط الثلوج على القرى وتنتج منها الخسائر البشرية والمادية) لذا يتم اشعال النيران ابتهاجاً بالمناسبة .

ويؤكد قاسم ميرزا الجندي :  بلندة (بيلندا)(هلدا)(يلدا)جميعها كلمات ارامية وكردية تعني الولادة والتدرج نحو الارتفاع والتحرر، و تعني شروق الشمس في انقلابها وإكمال دورتها في ميلادها الجديد، وهي اشارة الى ميلاد الشمس(شيشم)(ميترا) (مُهرا شيشم).

ان حركة الشمس في الارتفاع بعد انخفاضها الى ادنى نقطة بالنسبة الى الناظر اليها من الارض في حركتها الى جهة شمال خط الاستواء من كوكب الارض، إنما هي في الحقيقة حركة كوكب الارض والانتقال الى الحركة التراجعية له حول مدارها .

وقد إقتبسوها لِولادة السيد المسيح، عيد الشمس (شيشم) كان يحتفل بها الرومان في يوم 25 ديسمبر، هي المناسبة التي ورثتها المسيحية من الرومان وجعلته عيد ميلاد السيد المسيح، كانت كتابات آباء الكنيسة ومنذ مرحلة مبكرةتشير اليها، وهكذا تم تحويل عيد الشمس بطريقة ذكية تدرجوا فيها نحو التغيير وتبديل الاسم، والى يومنا هذا يحتفلون بها في الدول الاسكندنافية، أن الكنيسة الشرقية لازالت تشعل النيران في باحاتها ويقفزون من فوقها ثلاث مرات ، بهذا الخصوص يقول الأب بولس حداد في موضوع بعنوان ـ حياتنا الليتورجية ـ نار الرعاه ـ والمنشور في مجلة نجم المشرق العدد ٣٢ ـ لسنة ٢٠٠٢ ـ ص ٥٠٦ ـ ٥٠٧ ـ يقول : ( أني أميل إلى القول ، إن أيقاد النار هو تقليد شعبي قديم ، وذلك لأني لم أجد في كتب الصلوات الكهنوتية أي صلة مخصصة لهذا العمل )

وربما البعض يقولون في هذا العيد ولد الشيخ آدي الهكاري أو ظهر كرامته فيها، ولا أظن إنها تعني او تشير بعيد ميلاده، و ربما لقدسية بيلندا لدى الايزيدية ارخوا ميلاده فيها، لان كل الدلائل التاريخية تأكد وتشير الى وجود عيد بيلندا في الايزدية قبل مجيء الشيخ الجليل بآلاف السنين.

بينما ذكر حجي علو : فعلاً نحن بحاجة إلى تكثيف الجهود لكشف الحقيقة التاريخية في ديننا التاريخي ، في إعتقادي أن اللفظ واضح وصريح ويُفيد المعنى الصحيح ، وهي بلندة أي أن الشمس بعد أسبوعين من الإستدارة قد أكدت للناظر البسيط بأنها قد إرتفعت بمقدارٍ ملحوظ يستحق أن يُحتفل فيه، فكان الإحتفال وهو إحتفال كرمانجي بحت ليس فيه أي معنى آخر فتخبز نماذج تمثل الآلات والادوات الزراعية والرعي والنسيج (تماثيل : النير والكوبلين والمحراث وعكازة الراعي ومغزل ومشط داي ميرم *) هذه المهن الثلاثة كانت الأهم في حياة الكورد القدماء وتزار الموتى بهذه المناسبة الفرحة ، والخولير أعتقد أنها مسألة فكاهية غير بعيدة عن المفهوم الئيزدي في تسليم وتسلم أمور السنة ل(موصلي صالي ) جديد على ذمة من يفوز بالزبيبة .

أما البداية فإنها من الطبيعة ولا يمكن التكهن بها، فهي ملاحظة الناظر البسيط للتغيير الحاصل في إرتفاع الشمس ، أما تعيين 21 كانون كيوم إستدارة فلا بد أنها قد جاء في أوقات لاحقة كثيراً وبعد تقدم علم الفلك عند البشر وبروز علماء إختصاص بهذا الشأن ، وليست قبل زرادشت في كل الأحوال وهو الذي إعتكف فحدد الإعتدال الربيعي في 21 آذار والخريف 21 أيلول ومثلها الإستدارة الشتوية والصيفية،

الجدير بالذكر يحتفل مجاميع من القبائل الايزيدية بنفس العيد لميلاد الشمس كقبيلة جيلكا بعيد الباتزمية وبعض القبائل الايزيدية الاخرى بـ (شيلانا شيشمس). ..

وتشعل النيران بهذه المناسبة من عشب (ره شك) والاخشاب في الاماكن العالية دلالة على قدوم العيد، والنار هنا يرمز الى النور ، وتقام مراسيم (توزيع الخوليرة) لبيان من هو صاحب الاوفر حظاً في هذه السنة ، والخوليرة قطعة كبيرة من الخبز السميك جداً ومدورة توضع فيها زبيبة او نواة زيتون ، وتقسم هذه القطعة الى قطع صغيرة وحسب أفراد الاسرة بما فيهم النساء والاطفال ومن يحصل على الزبيبة أو النواة فهو الأوفر حظاً من العائلة في هذه السنة الجديدة، ولاحظنا في الاونة الاخيرة بان بعض العوائل تضع الزبيبة في احدى (الكليجة – نوع من الكعك) وتعمل عدد الكليجات بقدر افراد الاسرة ومن ثم توزع على افرادها وهذا العمل لا يتطابق مع مراسيم الخوليرة لانها لا تمثل قرص الشمس وتؤخذ الخير والبركة من شعاع الشمس .

وهناك زيارة الى المقابر وتوزع الحلويات والأكل على الفقراء والمحتاجين، ويتم تبادل الخبز بين الدار والجوار دلالة على المحبة والمودة بينهم.

ملاحظة : من لديه أي تفسير آخر بالامكان كتابته في التعليقات ... لنصل الى المعنى الحقيقي لتفسير كلمة (بيلندا) واسباب ادائنا لهذه المراسيم سنوياً.

تعليقات