القائمة الرئيسية

الصفحات

رسالة مفتوحة الى المثقفين الايزيديين / شكري رشيد خيرافايي

 

كم يسرني عندما اجد المئات بل الالاف من المثقفين والخريجين الايزيديين وفي مختلف الاختصاصات والمجالات وهم منتشرون في الارجاء المعمورة , وكان هذا الانجاز العظيم فيما مضى حلما يراودنا جميعا وذلك نظرا لتاريخنا الملي بالماساةوالمذابح والفرمانات وهي بالمناسبة ليست فرمانات وانما هي حملات عسكرية منظمة ومتكررة تستهدف القضاء على الوجود الايزيدي على ارض الله الواسعة , ولكن بصبر وصمود الاجداد فشل الاعداء في تحقيق مأربهم المريضة ,وتشير المصادر التاريخية بان الايزيديون كانوا دوما في موقع الدفاع عن العقيدة والوطن ضد المحتلين واعوانهم  وقد قدموا في هذ السبيل انهارا        من الدماء والدموع وعلى الرغم من قساوة الظروف واصل الايزيديون مسيرتهم النظالية السلمية على اعتبار انها ديانه غير تبشيرية ومن اهم مبادئها هو العيش بسلام مع العائلة الانسانية وفي اواخر الخمسينات من القرن الماضي اتاحت الظروف السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية للايزيدين بالدخول المناهل العلم والمعرفة فكانوا اهلا لها فقد تخرج وجبة بعد الاخرى حتى وصل اليوم الى الاالاف وهكذا فقد اندمج هولاء الخريجين في صلب المجتمع العراقي وقد عملوا وفي مختلف المؤسسات الدولة  وقد بينوا للاخرين الوجه الناصع للايزيدياتي  وقد كتبوا العديد منهم في  الصحف والمجلات  والفوا المولفات ردوا من خلال نتاجاتهم هذا على التهم والاباطيل التى الصقت بالايزيديين عبر القرون ظلما وبهتانا  ولم يكن نظال المثقفين  فعالا في زمن النظام السابق بسبب السياسة الشوفينة والتعريبية تجاة الايزيديين وقد ظل الحال هكذا حتى الانتفاضة الكوردستانية ضد النظام البعثي في عام (1991) حيث تم على اثرها تحرير اجزاء مهمة من كوردستان  وبعدها تم تاسيس حوكومة وبرلمان كوردستان  وفي ظل هذه الاجواء من الديمقراطية تاسست العديد من المراكز والمؤسسات الثقافية للايزيديين في الداخل والخارج وكانت مهمة هذه المراكز الرئيسية هو جمع وتدوين النصوص الدينية وتوثيق التراث الايزيدي كديانة وكمجتمع  وقد كانت مركز لالش السباقة في هذا مجال من خلال اصداراتها الكثيرة و-خاصة مجلة لالش فان كل الجهود في  هذه المجال مشكورة سواء كانت فردية او مؤسساتية فان مضمون رسالتى الى المثقفين الايزيديين في الداخل والحارج يتظمن النقاط التالية ولكن قبل البدء بطرح اود ان اقول  انا لست ناطقا باسم المثقفين او ممثلا عنهم بل انا واحدا منهم غايتنا جميعا الحفاظ على الايزيدياتي -1 –المحافظة على الكيان الايزيدياتي قلبا وقالبا امام التطور الهائل في مجال التكنولوجيا الاتصالات والموصلات  والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية السريعة كل من حسب موقعه وذلك وفاءا لدماء شهداء الفرمانات واخرها جينوسايد الايزيديين. في شنگال  في عام 2014 على يد داعش وحوش العصر.  (2) نبذ الخلافات السياسية والحزبية والعشائرية والمصالح الشخصية  جانبا وعلينا ان نستخلص الدروس والعبر من تاريخنا الماساوى فاننا اليوم بامس الحاجة الى التعاون والتكاتف  والتلاحم ومد جسور الثقة والمحبة بيننا لاننا اقلية دينية مظتهدة تاريخيا وجغرافيا  وحاضرا ومستقبلا     وعلينا ان نبين للعالم  وخاصة المنظمات الحقوقية على فصول ماساوى من تاريخنا  كما علينا ان نستفيد من تجارب الاقليات  في مجال التصالح والتقارب و الدفاع عن حقوقنا كما علينا مضاعفة جهودنا على مواكبة التطورات العلمية في عصر السرعة (3) الدخول في صلب المجتمع الايزيدي وذلك بالتعاون مع المجلس الروحاني والرجال الدين الافاضل والوجهاء وذلك من اجل انقاض ما يمكن انقاضه من القيم الاجتماعية والاخلاقية و الدينية الذين رافقوا مسيرة التاريخ الايزيدي (4) القيام بحملة واسعة وشاملة لجمع وتدوين وتوثيق ما بقي من النصوص الدينية والتراثية     في صدور رجال الدين وان هذه العملية ليست بالسهلة وانما يحتاج الى جهودا جماعية وامكانات مادية (5)  ان من اهم وجبات المثقفين والرجال الدين في هذه المرحلة الحساسة هو توجيه الشباب ومن كلا الجنسين  الى الطريق الصحيح والقويم  وذلك من خلال زرع مبادىء الايزيدياتي في نفوسهم واطلاعهم على تضحيات الاجداد العظام  وذلك حتى لا ينحرفون ولايبتعدون من المجتمع الايزيدي(6) ادعو كافة المراكز والجمعيات الايزيدية في كوردستان و اوربا الى توثيق العلاقات بينهم (وخاصة الثقافيىة والدينية   بعيدا عن الافكار  والخلافات  السياسية  والمصالح الشخصية الضيقة  (7)واخيرا ومع كل اسفنا لم تشهد المجتمع الايزيدي وعبر مراحل تاريخه الطويل من الخلافات والانقسامات  ما نشهده في  هذه المرحلة وخاصة بعد جينوسايد الاخير و يحمل المثقفين العبء الكبير من هذه الخلافات وهذا ما يؤسفنا ؟

تعليقات